نتوءات الأحبال الصوتية تهدد المدرسين والمطربين في هذة الحالة.. تعرف عليها
حذر الدكتور محمد إبراهيم، استشاري الأنف والأذن والحنجرة ، من تزايد معدلات الإصابة بـ نتوءات الأحبال الصوتية بين فئتين مهنيتين على وجه الخصوص هما المدرسون والمطربون، مؤكدًا أن هذه الحالة أصبحت من أكثر المشكلات التي تستقبلها عيادات الصوتيات خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الاستخدام المفرط وغير السليم للصوت دون فترات راحة كافية.
وقال الدكتور محمد إبراهيم إن النتوءات الصوتية عبارة عن تورمات صغيرة أو بروزات ليفية تظهر على حافة الأحبال الصوتية نتيجة الاهتزاز المتكرر والعنيف للصوت، وغالبًا ما تبدأ بمرحلة التهاب ثم تتحول إلى نتوءات مزمنة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.
وأضاف أن المدرسين يمثلون الفئة الأكثر عرضة للإصابة، نظرًا لاستخدامهم الصوت لفترات طويلة في الفصول الدراسية دون مكبرات صوت أو تهوية مناسبة، مشيرًا إلى أن المطربين يواجهون الخطر نفسه لكن لأسباب مختلفة، أبرزها التدريب الصوتي المكثف والغناء بأسلوب مجهد للأحبال.
وأوضح الدكتور إبراهيم أن أبرز الأعراض تتمثل في بحة الصوت المستمرة، وصعوبة إخراج النغمة، والإحساس بجفاف أو ألم بالحلق، وقد تتطور الحالة إلى فقدان جزئي أو مؤقت للصوت في حال الإهمال.
وأشار إلى أن التشخيص يعتمد على منظار الحنجرة الضوئي الذي يُظهر موضع النتوءات بدقة، مؤكدًا أن العلاج في المراحل الأولى لا يتطلب جراحة، بل يعتمد على الراحة الصوتية والعلاج الدوائي وجلسات التخاطب والعلاج الصوتي تحت إشراف مختص.
وتابع قائلاً: "في بعض الحالات المتقدمة، قد نلجأ إلى التدخل الجراحي الميكروسكوبي لإزالة النتوءات، لكن الأهم هو العلاج السلوكي بعد الجراحة لتجنب عودة المشكلة مرة أخرى".
وشدد الدكتور محمد إبراهيم على أن الوقاية هي الأساس، ناصحًا المدرسين والمطربين بضرورة تدفئة الصوت قبل الاستخدام الطويل، وتجنب الصراخ، وشرب كميات كافية من المياه، والابتعاد عن التدخين والمنبهات.
نصائح الدكتور محمد إبراهيم للحفاظ على صحة الصوت
وقدّم الدكتور محمد إبراهيم مجموعة من النصائح المهمة لكل من يستخدم صوته بشكل مكثّف في عمله، سواء كان مدرسًا أو مطربًا أو مذيعًا أو خطيبًا، للحفاظ على الأحبال الصوتية والوقاية من النتوءات:
ابدأ يومك بتدفئة صوتك ، خصص دقائق معدودة قبل التحدث أو الغناء لتمارين الإحماء الصوتي الخفيفة.
تجنب الصراخ أو رفع الصوت المفرط ، فذلك يُرهق الأحبال الصوتية ويزيد احتمالية تكون النتوءات.
احرص على شرب المياه بانتظام ، الماء يحافظ على رطوبة الحنجرة ويساعد على مرونة الأحبال.
تجنّب التدخين والمنبهات والكافيين الزائد ، لأنها تُسبب جفاف الأغشية المخاطية وتؤثر على جودة الصوت.
احصل على فترات راحة صوتية خلال اليوم، خصوصًا أثناء الحصص الدراسية أو البروفات الغنائية الطويلة.
احرص على تهوية المكان جيدًا لتقليل جفاف الحلق الناتج عن الغبار أو الهواء الجاف.
راجع الطبيب عند أول بحة صوت تستمر أكثر من أسبوعين ، فالتشخيص المبكر يجنب مضاعفات كبيرة.
مارس تمارين التنفس الصحيحة، لأن التنفس من البطن يدعم الصوت ويقلل من الضغط على الحنجرة.
واكد الدكتور محمد إبراهيم أن الصوت القوي ليس هو الأعلى، بل هو الأكثر توازنًا واستقرارًا. والاهتمام بالصوت يبدأ من أسلوب الحياة قبل العلاج